رابط مقالة ا/ أنيس منصور (أول ثورة فى التاريخ) جريدة الشرق الاوسط - 22-5-2005.
* أول ثورة فى التاريخ 2500 ق.م (سقوط الدولة القديمة و الثورة الاجتماعية)
يعد العصر الذى تلا الاسرة السادسة الى ظهور الاسرة الحادية عشرة من أظلم العصور فى تاريخ مصر ، و قد أختلف المؤرخون فى تقدير طول هذا العصر فقدره فلندرز بترى بنحو 344 سنة و ذلك من بداية الاسرة السابعة الى الاسرة الحادية عشرة ، و قدره برستيد بنحو 315من الاسرة السابعة الى الاسرة العاشرة.
ان اهل الصحراء قد حلوا مكان المصريين فى كل مكان و اصبحت البلاد ملأى بالعصابات حتى ان الرجل كان يذهب ليحرث أرضه و معه درعه ، و شحبت الوجوه و كثر عدد المجرمين و لم يعد هناك رجال محترمون ، و فقد الناس الثقة فى الامن ، و على الرغم من فيضان النيل فانهم احجموا عن الذهاب لفلاحة ارضيهم خشية اللصوص و قطاع الطرق، و صارت النساء عاقرات و لم يعد هناك حمل بسبب اعراض الاله "خنوم" عن هذا العمل غير المجدى ، و اصبح المعوزون يمتلكون أشساء جميلة بينما نجد الاشراف فى حزن لا يشاطرون أهليهم أفراحهم، ثم ان القلوب صارت ثائرة و الوباء انبث فى كل الارض و الدم أريق فى كل مكان و كثر عدد الموتى حتى أصبحت جثثهم من الكثرة بحيث استحال دفنها، و لذا فانها القيت فى الماء كالماشية الميتة. و اصبح اصحاب الاصل الرفيع مفعمين بالحزن بينما امتلأ الفقراء سرورا ، و كل بلدة تنادى .. فليقص أصحاب الجاه عنا.. وصارت الأرض تدور كعجلة صانع الفخار.. فأصبح اللص صاحب ثروة.. وتحول النهر إلى دماء عافتها النفوس.. ودمرت البلاد وصار الوجه القبلي صحراء جرداء.. وأصبحت التماسيح في تخمة بما قد سلبت.. وانتشر حفارو القبور في كل مكان بسبب كثرة الموتى.. وخربت البيوت.. وأصبح المصريون لا يرون الآن و صار الذهب و اللازورد و الفضة و الياقوت تحلى جيد الجوارى بينما تمشى السيدات النبيلات فى طول البلاد يقلن "ليت لدينا بعض الشئ لنأكل ، و صارت أعضاؤهن فى حاله يرثى لها لما عليها من الخرق البالية و قلوبهن تنفطر حزنا عندما يشاهدون أنفسهن فى حالتهن هذه. و اصبح مهندسو السفن الملكية يشتغلون عمالا عاديين ، و لم يعد الناس يذهبون الى "ببلوص" (و هى جبيل بلبنان) لاحضار خشب الارز لاجل الموميات و اصبحت المدن لا تؤدى الضرائب بسبب القلاقل و صارت الخزينة من غير دخل و قضى على الضحك و لم يعد يسمع بينما اخذ الحزن يتمشى فى طول البلاد و عرضها ممزوجا بالاسى و كره الناس الحياة حتى أصبح كل واحد منهم يقول "ليتنى مت قبل هذا" و الاطفال الصغار يقولون "كان يجب عليه الا يجعلنا على قيد الحياة"، و اولاد الامراء يضرب بهم عرض الحائط و الاطفال الحديثو الولادة يلقون على قارعة الطريق ، و انتزعت موميات علية القوم من مقابرها و القيت فى الطريق العام و اصبح سر التحنيط جهرا. و القى المواطنون على احجار الطواحين، و اصبح الذين كانوا يرتدون الكتان الجميل يجلدون ، و اضطرت سيدات الطبقة الراقية اللائى يسكن فى البيوت الى العمل الشاق فى حرارة الشمس ، و اصبحت اللائى كن على أسرة أزواجهن ينمن على مضاجع مقضة و صارت السيدات مثل الجوارى. و تحولت أغانى العازفين الى اناشيد حزن ، و اصبح الرجل الاحمق يشك فى وجود الاله فيقول : "اذا عرفت اين يوجد الاله قدمت له قربانا" و اصبحت الماشية و القطعان تندب بسبب حاله البلاد ، و الرجل يقتل اخاه من أمه و الطرق شائكة ، فاللصوص يكمنون فى الحشائش حتى يأتى المسافر فى ظلام الليل ليسلبوا منه حمله و يسرقوا ما عليه ثم يضربوه بالعصى حتى يقطع نفسه ثم يذبح ظلما. و قد انمحى ما كان يشاهد بالامس اتلفت المحاصيل ، و اصبح القوم يأكلون الحشائش و لم تعد هناك فاكهة و لا اعشاب تقدم للطيور. و قد اصبحت القاذورات تخطف من افواه الخنازير بسبب الجوع و انعدمت الغلال و جرد القوم من الملابس و العطر و الزيت و صارت المخازن خاوية ، و سلبت قاعة المحاكمة الفاخرة و اذيعت التعاويذ السحرية التى كانت ملكا للحكومة و نهبت الادارات العامة و مزقت قوائمها و ذبح الموظفون و صار القوم يطأون بأقدامهم قوانين قاعة المحاكمة، و الفقراء يروحون و يجيئون فى البيوت العظيمة (المحاكم العليا القديمة) دون خوف و لا وجل.
**المصدر : سليم حسن (موسوعة مصر القديمة) الجزء الاول : (فى عصر ما قبل التاريخ الى نهاية العهد الاهناسى)
يعد العصر الذى تلا الاسرة السادسة الى ظهور الاسرة الحادية عشرة من أظلم العصور فى تاريخ مصر ، و قد أختلف المؤرخون فى تقدير طول هذا العصر فقدره فلندرز بترى بنحو 344 سنة و ذلك من بداية الاسرة السابعة الى الاسرة الحادية عشرة ، و قدره برستيد بنحو 315من الاسرة السابعة الى الاسرة العاشرة.
لقد كانت سلطة الفراعنة فى الاسرة السادسة اخذة فى التدهور شيئا فشيئا و بخاصة فى عهد الفرعون "بيبى الثانى" الذى حكم البلاد أكثر من ثلاثة اجيال و قد انتهى الامر بعده بانحلال البلاد و تفشى الثورة.
كان موقف الحكومة المصرية فى هذا العهد فى حاله يرثى لها فقام الشعب بثورة اجتماعية طاحنة امتد امدها اكثر من قرنين من الزمان كانت البلاد ترزح خلالها تحت عبء ثقيل من الفوضى اذ كان سلطان فرعون قد زال و املاكه قد اختفت و الحقوق الدينية و المدنية قد تولاها كل من كان فى قدرته ان يبسط يده اليها، و اخذ كل شخص يغير على ما يستطيع ان يصل اليه ، ضاربا بكل قانون عرض الحائط ، و قد كان من جراء امتداد هذه الفوضى ان ساد البلاد الخوف و انتشر القحط و عم الانحلال الخلقى و عدم المبالاة بالتقاليد الدينية و المعتقدات الموروثة.
كان موقف الحكومة المصرية فى هذا العهد فى حاله يرثى لها فقام الشعب بثورة اجتماعية طاحنة امتد امدها اكثر من قرنين من الزمان كانت البلاد ترزح خلالها تحت عبء ثقيل من الفوضى اذ كان سلطان فرعون قد زال و املاكه قد اختفت و الحقوق الدينية و المدنية قد تولاها كل من كان فى قدرته ان يبسط يده اليها، و اخذ كل شخص يغير على ما يستطيع ان يصل اليه ، ضاربا بكل قانون عرض الحائط ، و قد كان من جراء امتداد هذه الفوضى ان ساد البلاد الخوف و انتشر القحط و عم الانحلال الخلقى و عدم المبالاة بالتقاليد الدينية و المعتقدات الموروثة.
ازمة هذا العصر طال أمدها فأثرت على أذهان القوم و بخاصة على افكار الحكماء و اهل الفكر. و اهم كتاب وصل الينا من هذا العصر هو (تحذيرات نبى) و هو من الكتب الادبية النادرة فى حسن تركيبها، و من المرجح انها كتبت فى عهد الاسرة التاسعة و العاشرة ، و لا نبالغ اذا قلنا ان هذه القطعة الادبية تصف لنا أول أنقلاب أجتماعى فى أخر عهد الدوله القديمة و يشبه فى تصويره حاله البلشيفة المتطرفة فى تاريخ العالم.
و موضوع هذه التحذيرات هو أنه حاقت بالبلاد مصيبة شنعاء فى عهد أحد حكام الازمان القديمة فثار عامة الناس على الموظفين و علية القوم، و كذلك عصى الجنود المرتزقة من الاجانب قادة البلاد، و يحتمل ان الاسيويين هددوا الحدود الشرقية ايضا. و لكن الملك الطاعن فى السن كان يعيش فى طمأنينة فى قصره لانه كان يغذى بالاكاذيب، و عندئذ ظهر حكيم يدعى "ابور" و اخبر الملك بكل الحقيقة فوصف له البؤس الذى عم البلاد و تنبأ بما سيأتى بعد ، و حرض سامعيه ن يحاربوا أعداء البلد ، و ذكرهم بأن عبادة الالهة لابد ان تعاد الى ما كانت عليه.
و العهد الذى حدث فيه هذا الانحلال فى نظام الحكم لابد ان يكون فى نهاية الدولة القديمة و ذلك أنه فى ختام الاسرة السادسة (2500 ق.م) أختفت مصر عن الاعين فجأة و صارت فى ظلمة. و ما ذكر هنا من ان الملك الذى كان يخاطبه الحكيم كان مسنا يتفق تمامامع الحقائق التاريخية، لان الملك الذى اختفت معه الدولة القديمة من أعيننا لا يكون الا الملك "بيبى الثانى" الذى جلس على عرش الملك فى السنة السادسة من عمره و حكم مدة أربعة و تسعين عاما كما نقل عن المصريين أنفسهم.
يبتدئ المتن بوصف البؤس العام الذى حل بالبلاد من سرقة و قتل و تخريب و قحط، و تشريد الموظفين و تفكك الادارة ، و القضاء على التجارة الخارجية و غزو الاجانب البلاد و تولية الغوغاء مراكز الطبقات العليا فيذكر الحكيم:
ان اهل الصحراء قد حلوا مكان المصريين فى كل مكان و اصبحت البلاد ملأى بالعصابات حتى ان الرجل كان يذهب ليحرث أرضه و معه درعه ، و شحبت الوجوه و كثر عدد المجرمين و لم يعد هناك رجال محترمون ، و فقد الناس الثقة فى الامن ، و على الرغم من فيضان النيل فانهم احجموا عن الذهاب لفلاحة ارضيهم خشية اللصوص و قطاع الطرق، و صارت النساء عاقرات و لم يعد هناك حمل بسبب اعراض الاله "خنوم" عن هذا العمل غير المجدى ، و اصبح المعوزون يمتلكون أشساء جميلة بينما نجد الاشراف فى حزن لا يشاطرون أهليهم أفراحهم، ثم ان القلوب صارت ثائرة و الوباء انبث فى كل الارض و الدم أريق فى كل مكان و كثر عدد الموتى حتى أصبحت جثثهم من الكثرة بحيث استحال دفنها، و لذا فانها القيت فى الماء كالماشية الميتة. و اصبح اصحاب الاصل الرفيع مفعمين بالحزن بينما امتلأ الفقراء سرورا ، و كل بلدة تنادى .. فليقص أصحاب الجاه عنا.. وصارت الأرض تدور كعجلة صانع الفخار.. فأصبح اللص صاحب ثروة.. وتحول النهر إلى دماء عافتها النفوس.. ودمرت البلاد وصار الوجه القبلي صحراء جرداء.. وأصبحت التماسيح في تخمة بما قد سلبت.. وانتشر حفارو القبور في كل مكان بسبب كثرة الموتى.. وخربت البيوت.. وأصبح المصريون لا يرون الآن و صار الذهب و اللازورد و الفضة و الياقوت تحلى جيد الجوارى بينما تمشى السيدات النبيلات فى طول البلاد يقلن "ليت لدينا بعض الشئ لنأكل ، و صارت أعضاؤهن فى حاله يرثى لها لما عليها من الخرق البالية و قلوبهن تنفطر حزنا عندما يشاهدون أنفسهن فى حالتهن هذه. و اصبح مهندسو السفن الملكية يشتغلون عمالا عاديين ، و لم يعد الناس يذهبون الى "ببلوص" (و هى جبيل بلبنان) لاحضار خشب الارز لاجل الموميات و اصبحت المدن لا تؤدى الضرائب بسبب القلاقل و صارت الخزينة من غير دخل و قضى على الضحك و لم يعد يسمع بينما اخذ الحزن يتمشى فى طول البلاد و عرضها ممزوجا بالاسى و كره الناس الحياة حتى أصبح كل واحد منهم يقول "ليتنى مت قبل هذا" و الاطفال الصغار يقولون "كان يجب عليه الا يجعلنا على قيد الحياة"، و اولاد الامراء يضرب بهم عرض الحائط و الاطفال الحديثو الولادة يلقون على قارعة الطريق ، و انتزعت موميات علية القوم من مقابرها و القيت فى الطريق العام و اصبح سر التحنيط جهرا. و القى المواطنون على احجار الطواحين، و اصبح الذين كانوا يرتدون الكتان الجميل يجلدون ، و اضطرت سيدات الطبقة الراقية اللائى يسكن فى البيوت الى العمل الشاق فى حرارة الشمس ، و اصبحت اللائى كن على أسرة أزواجهن ينمن على مضاجع مقضة و صارت السيدات مثل الجوارى. و تحولت أغانى العازفين الى اناشيد حزن ، و اصبح الرجل الاحمق يشك فى وجود الاله فيقول : "اذا عرفت اين يوجد الاله قدمت له قربانا" و اصبحت الماشية و القطعان تندب بسبب حاله البلاد ، و الرجل يقتل اخاه من أمه و الطرق شائكة ، فاللصوص يكمنون فى الحشائش حتى يأتى المسافر فى ظلام الليل ليسلبوا منه حمله و يسرقوا ما عليه ثم يضربوه بالعصى حتى يقطع نفسه ثم يذبح ظلما. و قد انمحى ما كان يشاهد بالامس اتلفت المحاصيل ، و اصبح القوم يأكلون الحشائش و لم تعد هناك فاكهة و لا اعشاب تقدم للطيور. و قد اصبحت القاذورات تخطف من افواه الخنازير بسبب الجوع و انعدمت الغلال و جرد القوم من الملابس و العطر و الزيت و صارت المخازن خاوية ، و سلبت قاعة المحاكمة الفاخرة و اذيعت التعاويذ السحرية التى كانت ملكا للحكومة و نهبت الادارات العامة و مزقت قوائمها و ذبح الموظفون و صار القوم يطأون بأقدامهم قوانين قاعة المحاكمة، و الفقراء يروحون و يجيئون فى البيوت العظيمة (المحاكم العليا القديمة) دون خوف و لا وجل.
و بعد ذلك يأخذ الحكيم فى وصف مصائب حلت بالبلاد تفوق بمراحل تلك التى سبق ان شكا منها، اذ تنهار الملكية و ينتصر العامة و هنا يظهر ثانية كيف ان الاغنياء اصبحوا فقراء بينما اصبح الغوغاء اثرياء فيقول:
انظر فقد حدثت أشياء لم تحدث فيما مضى ، اذ اغتصب الفقراء القبر الملكى ، و اصبح الملك الذى دفن كصقر يرقد على نعش ، و ال الامر الى ان حرمت البلاد الملكية بسبب بعض القوم الذين لا شعور لهم ، و أظهر الناس العداء للملك الذى جعل الارضيين فى سلام، و افشيت الاسرار الملكية و اصبح مقر الملك رأسا على عقب و امتلأت الارض بالعصابات ، و اغتصب الجبناء الرجال الشجعان ، و اصبح من لم يكن فى مقدوره ان يصنع لنفسه تابوتا يملك قبرا قد اغتصبه لنفسه، و القى بأرباب المكان الطاهر(الموتى) على قارعة الطريق. و حدث ان الذى لم يكن يستطيع ان يقيم لنفسه حجرة يملك فناء مسورا، و طرد حكام البلاد و اصبحوا ينامون فى المخازن ، و اضطرت السيدات الكريمات الى الرقاد على الفراش الخشن و اصبح الرجل الميسور ينام ظمأن ، و ذلك الذى كان يستجدى منه العقاقير صار يملك الجعة المسكرة ، و الذين كانوا يملكون الملابس اصبحوا فى خرق باليه ، و ذلك الذى كان لا ينسج لنفسه اصبح يملك الكتان الجميل ، و من لم يبنى لنفسه قاربا اصبح الان صاحب سفن ، و من لم يكن له ما يظله اصبح يملك أفياء ، و هؤلاء الذين كانوا يملكون ما يأويهم أصبحوا الان عرضة لزعازع العواصف ، و اصبح من كان يجهل الضرب على العود يملك قيثارا، و ذلك الذى لم يكن يغنى له احد اصبح الان مثنى عليه من الهة الموسيقا ، و اصبح من كان ينام اعزب بسبب الحاجة يجد الان سيدات نبيلات ، و من كان لا يملك شيئا ، صاحب ثروة و يمتدحه الامير تملقا ، و من كانت لا تملك صندوفا صاحبة صوان ، و من كانت تشاهد وجهها فى الماء صاحبة مراة و اصبح القصابون يغشون الالهة فيقدمون لهم ذبيحة من الاوز بدلا من الثيران و لم يعد هناك موظف فى موضعه اللائق به ، و اصبح الناس كالقطيع المذعور من غير راع . اما الماشية فهى تجول و لا احد يعنى بها و كل انسان يأخذ لنفسه منها ما يريد ، و اصبح الرجل يذبح بجوار اخيه فيتركه فى الضيق لينجو بنفسه، و لم يعد هناك صانع يعمل اذ ان العدو قد حرم البلاد حرفها.
ثم يأخذ الحكيم فى حث المخلصين للعرش على مقاومة اعداء الجالس عليه فيأمرهم بتدمير خصوم المقر الملكى صاحب الموظفين المتفوقين و صاحب القوانين العدة.
ثم ينتقل الحكيم الى تذكير القوم بعبادة الالهة و كيف كانت تجرى فيما مضى و كيف يؤل امرها فى المستقبل: فيذكرهم كيف كانت تجلب الاوز سمينة و تقرب الى الالهة و كيف كانت تقام عمد الاعلام عند مدخل المعبد ، و تنقش الواح القربان و كيف كان الكهنة يطهرون المعابد و كيف كانت ترعى الانظمة و الثيران.
ينتقل الحكيم بعد ذلك الى مخاظبة الملك المسن فيقول له : ان القيادة و الفظنة و الصدق معك و لكنك لا تنتفع بها ، فالفوضى ضاربة اطنابها فى طول البلاد و عرضها و لكنك مع ذلك تغذى بالاكاذيب التى تتلى عليك ، فالبلاد قش ملتهب و الانسانية منحلة ، ليتك تذوق بعض هذا البؤس بنفسك)
و بعد ذلك يصف لنا الوقت السعيد الذى يحفظه المستقبل فيذكر: انه لحسن عند ما تشيد ايدى الناس الاهرام و تحفر البرك و تنشئ للالهة مزارع فيها اشجار و عندما يكون السرور شاملا و كبار الموظفين واقفين ينظرون الى الافراح و هم يرتدون اجمل الثياب ، و عندما تكون الاسرة وثيرة و وسادات العظماء محمية بالتعاويذ التى تقيهم الارواح الشريرة.
بعد ذلك نشاهد فجوة كبيرة فى المتن لابد انها كانت تحوى جواب الملك على هذا الكلام. ثم يجيبه الحكيم بأن القوم يغطون وجوههم من المستقبل و يستمر فى وصف سوء حال البلاد و اقتحام مقاصير القبور و حرق التماثيل ، غير ان المتن مهشم تماما.
**المصدر : سليم حسن (موسوعة مصر القديمة) الجزء الاول : (فى عصر ما قبل التاريخ الى نهاية العهد الاهناسى)
No comments:
Post a Comment