Thursday, December 18, 2014

فرانكشتاين فى بغداد - احمد سعداوى


* لقد تأكد، و هو يرى العالم يتداعى من حوله، و يلمس مشاعره بحرية أكبر و من دون تأثيرات من المحيطين به، إنه يحبها، و يحبها بشدة. لا يستطيع الكذب على نفسه فى هذه القضية. هى ليست اجمل امرأة، و هى أكبر منه ببضع سنين، و لكنه لو سمع صوتها الان بدل هذا الصوت الالى، لوجد مبررا كافيا للبقاء فى بغداد، حتى لو اضطر للسكن من جديد فى فندق العروبة ذى الغرف الخانقة و الرطبة. و العمل فى اى صحيفة أو مطبوع مهما كان الاجر. هى وحدها من تستطيع مساعدته على تجاوز الحسابات المنطقية باتجاه شئ من الجنون. جنون و امل يحتاجهما الان بشدة.
**********

* نزعت نظارتها الطيبة و فركت عينيها و سحبت نفسا مديدا و القت بحسرة مع صوت اه طويلة. فتحت عينيها فلم تجد ضيفها الثرثار. نظرت الى صورة القديس المعلقة امامها. فشاهدته يرفع رمحه الطويل استعدادا لغرزه فى حلق التنين النابت من الارض و تساءلت مع نفسها لماذا لم يقتل هذا التنين منذ سنوات طويلة؟ لماذا حشر نفسه فى وضع التأهب؟ انه وضع مرهق. كان عليه ان يقتله و يرتاح. او يقف فى فضاء خال من الوحوش و التنانين المرعبة. و كأن هذه الصورة كانت عاملا فى زيادة توترها. انها صورة تغذى الاحساس بأن الاحساس بأن كل شئ يبقى فى المنتصف. تماما كما هى الان. لا هى بالكائن الحى تماما و لا الميت.

**********

* لقد ضحك علي. ولكن، ألسنا نفعل ذلك دائما، نخدع بعضنا بعضاً، و غالبا ما نقوم بالخداع الجيد حين نكون صادقين في ما نقول، بينما أعماقنا تضحك على الخدعة المحكمة. اليوم هو خدعني، و غداً سأخدع أنا، بحسن نية أيضا، شخصاً آخر، و هكذا.

**********

* هو يؤمن أن العاطفة تغير في الذاكرة، وحين تفقد انفعالًا يرافق حدثًا معينًا فإنك تفقد جزءا مهما من هذا الحدث.

**********

* ان كل شخص فينا لديه نسبة من الاجرام تقابل نسبة معينة من البراءة. 

**********

* ليس هناك أبرياء أنقياء بشكل كامل، ولا مجرمين كاملين.

**********

* أليست الحياة مزيجا من احتمالات ممكنة و اخرى صعبة و غير متوقعة؟
**********